هل يقود ترامب العالم إلى حرب عالمية ثالثة!

أعلن الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” رفع الرسوم الجمركية على الواردات الصينية ووفقًا لخطابه الحماسي الذي ألقاه على الشعب الأمريكي فإن “الغش الصيني” وتقليص الوظائف المتاحة للمواطن الأمريكي هي السبب وراء قراره، وعلى الجانب الأخر أعلنت الصين رفع الرسوم الجمركية على الواردات الأمريكية، حتى تصعد الأمر في النهاية إلى إلغاء حقوق استخدام شركة هواوي الصينية لنظام الأندرويد.

العجز التجاري الأمريكي:

نتج عن خلل الميزان التجاري بسبب أن الواردات الأمريكية من الصين أكثر من الواردات الصينية من أمريكا، ببساطة الولايات المتحدة الأمريكية تستورد منتجات صينية أكثر مما تستورده الصين من المنتجات الأمريكية، وقُدر العجز التجاري بـ500 مليار دولار، بالاضافة إلى 300 مليار دولار خسرتهم الولايات المتحدة من وراء  شراء الجانب الصيني براءات الإختراع الأمريكية للعديد من التقنيات المستخدمة في منتجاتها، ومن ثم تم تغليف كل تلك الأسباب بشروع هواوي في قضايا تجسس لصالح الحكومة الصينية ضد الولايات المتحدة الأمريكية من خلال أجهزة شبكات الاتصالات المستخدمة في كافة المصالح والشركات الأمريكية، وعلى الرغم من نفي شركة هواوي لتلك التهمة إلا أن الحكومة الأمريكية منحتها ثلاثة أشهر فقط قبل منع التعامل بشكلٍ تام.

 

من المُتضرر الحقيقي ؟

تحمل شركة هواوي لقب ثاني أكبر بائع للهواتف الذكية عالميًا حيث استطاعت خلال الربع الثاني من عام 2018 من بيع ما يقرب من 54 مليون هاتف محققة مبيعات تزيد عن النصف مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وبالتالي فإن خسارة هواوي كشريك و كعميل لأي شركة يعد ضربة لمبيعات تلك الشركات:

 

إريكسون Ericsson
تعد الشركة الثانية في نظام توصيل البيانات والاتصال عن بعد، و بخروج هواوي من المنافسة من الممكن وبسهولة أن تحتل المركز الأول كبديل للشركة.

 

نوكيا Nokia
لن تستفيد نوكيا فقط من خلال تحول مبيعات هواوي إلى إريكسون لكنها ستستفيد من إحياء علامتها التجارية من جديد عن طريق شركة HMD والتي تمتلك الحقوق الحصرية لاستخدام العلامة التجارية لنوكيا من خلال اتفاقية بين الجانبين، بالاضافة إلى تقدير السوق الهندي لهواتف نوكيا رغم وجود البدائل وتنوعها إلا أنها مازالت المفضلة.

 

ميديا تك MediaTek
باعت شركة ميدياتك العام الماضي في وجود شركة كوالكوم كمنافس لها حوالي 1.5 بليون رقاقة إلكترونية وبسبب الحظر المفروض على الشركات الأمريكية من الجانب الصيني ستكون ميديا تيك هي البديل المتوقع لكل الشركات الصينية.

 

سامسونج Samsung
هي الشركة الأولى في حجم المبيعات وتليها هواوي ماذا لو أن الحصار المفروض على هواوي استمر ولم يكن للشركة أي بدائل أخرى غير الخضوع، الأمر الطبيعي أن تتحول مبيعات هواوي إلى سامسونج وخاصة الهواتف التي ستدعم نظام الـ5G الذي قاربت هواوي على الانتهاء منه والكشف عنه في أحدث هواتفها.

 

سيسكو Cisco
يبدو أن الجانب الأمريكي لا يعرف تداعيات الأزمة التي يحاول أن يضع الجميع فيها، خلال لقاء إذاعي صرح مسؤول مدافعًا عن موقف الولايات المتحدة حول السبب وراء استبعاد هواوي من السوق الأمريكي بأنه من المستحيل أن يكون السبب تجاري بل هو سياسي بحت لأنه ووفقًا لكلامه ” لا يوجد منافس لهواوي داخل أمريكا” عذر أقبح من ذنب، من المرجح جدًا أن تحتل شركة سيسكو الأمريكية محل هواوي وذلك بسبب مشروعها 5G Rural First.

 

جوجل Google
ربما تكون أزمة هواوي هي أول مسمار في نعش شركة جوجل، بعدما أعلنت هواوي عن البديل لنظام الأندرويد هونج مينج والذي ستعمل الشركة على تطويره خلال الثلاثة أشهر القادمة، وربما سيكون اعتمادها على App gallery الموجود في كل هواتف هواوي يمكن استخدامه كبديل لـ Play store  يحتوي على كل التطبيقات التي تستخدم بكثرة مثل فيس بوك وانستجرام وواتس آب حتى تعلن تلك التطبيقات حظرها لهواوي.

 

آبل Apple
ربما تظن أن خروج هواوي من المنافسة قد يفيد شركة آبل الأمريكية، لكن على العكس إنه يضع الشركة في الصفوف الأمامية للحرب مع الصين، ضف لذلك أن ارتفاع الرسوم الجمركية على هواتف آبل سيكون السبب في عزوف محبي منتجات الشركة من الجانب الصيني عن الشراء والبحث عن بديل آخر وبالطبع سيكون هواوي إذا ما نجحت في تخطي هذه الأزمة بسلام،و وبالأرقام لو استكفت كل شركة بالجمهور المحلي لها سيكون للكثافة السكانية فائدة أخيرًا.

 

فودافون Vodafone
والتي قررت وقف التعامل مع أجهزة هواوي، إلا أنها ستعاني من شبهة التجسس مثلها تمامًا بعتبرهم شركيين منذ فترة كبيرة وخاصة في تطوير تقنية الـ  5g.

 

منطقة اليورو والشرق الأوسط:

بما أن ألمانيا تعد الشريك التجاري الرئيسي للصين فإنها ستتأثر بانخفاض مبيعات الشركات الصينية مثل هواوي، ومن المتوقع أن ينضم لقائمة الشركات المحظورة داخل أمريكا كل الشركات الصينية الأخرى مثل أوبو وشاومي وغيرهم، وبما أن ألمانيا هي العمود الأساسي الذي تتكئ عليه أوروبا بأكملها، فإن أي خلل في النظام الإقتصادي الصيني ستعاني منه الدول الأوروبية أيضًا.

أما عن الدول النامية التي تعتمد على تصدير البترول والمواد الأولية ستتضرر بالتبعية لعدم استيعاب السوق المحلية بالصين وأمريكا قدرات الإنتاج التي من المفترض أن تصدر للخارج، وبالتالي الحاجة إلى البترول والمواد الأولية ستقل، ومن ثم يفقد الكثيرين وظائفهم بعتبرها بلا معنى الآن، مما يؤثر على القدرة الشرائية للمجتمع المحلي سواء الصيني أو الأمريكي والبلدان الأخرى المعتمدة عليهما، لنكرر من جديد أزمة الكساد الأمريكي الكبير عام 1930 والتي كانت أحد الأسباب التي أدت إلى الحرب العالمية الثانية.