تطور الذكاء الاصطناعي بشكل كبير جدًا، وتتنافس عليه الشركات لتقديم أحدث ما توصلت له في عالم الذكاء الاصطناعي. ومن ضمنها MidJourney . الذي انتشر بشكل كبير والذي يعمل على تحويل النصوص الى صور ، تنشئ هذه الأداة صورًا بناءً على المطالبات النصية الخاصة بك من خلال قوة الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي. ولكن هل يؤثر استخدام برامج انشاء الصور بواسطة الذكاء الاصطناعي عىل حقوق الملكية ؟ أو كما حذر البعض أنها تؤثر على سوق العمل وغيرها.
تتشابة اداة MidJourney بشكل كبير مع اداة DALLE-2 وكلاهما يعتمد على الذكاء الاصطناعي في انشاء الصور. و هي مجرد واحدة ضمن العديد من المنصات الجديدة التي تتيح لك الوصول إلى المحتوى الذي تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي. وتدعي انه يمكنك استخدامه لأغراض تجارية. تشمل المنصات الأخرى DALLE-2 و Jasper Art و Nightcafe و Starry AI و Craiyon . سنركز على MidJourney في هذا الموضوع ، لكنهما متطابقان تقريبًا ، عندما يتعلق الأمر بالتحديات والمشكلات القانونية.
MidJourney
MidJourney عبارة عن اداة تستخدم الذكاء الصناعي لتحويل النص إلى صورة . تُنشئ الصور بطريقة سحرية من النص بناءً على النصوص المكتوبة . ويهتم بالصور الجمالية. وصرح البعض بأن النتائج عبارة عن قوالب نمطية ، لكن هذه ليست المشكلة الحقيقية . المشكلة الحقيقية هي شرعية هذه الصور.
بعض الصور التي تم إنشاؤها قريبة من صور قديمة على الانترنت ، و يمكنك الحصول عليها . على الرغم من أن المطورين رفضوا الكشف عن مجموعات البيانات التي استخدموها لتدريب الذكاء الاصطناعي الخاص بهم ، فمن الواضح أن هذه الصور ليست ذكاء اصطناعيًا فنيًا يتخيل الشكل الذي ستبدو عليه الصورة . إنها قواعد بيانات قديمة للصور وصور مخزنة يتم تكرارها تقريبًا.
الصور المحمية بحقوق النشر
يمكن لأدوات الذكاء الصناعي المخصصة لـ تحويل النص إلى صورة مثل DALL-E و Stable Diffusion و Midjourney فهم العلاقة بين الصورة والكلمات المستخدمة لوصفها.
عندما يكتب المستخدم نص ، تكون نماذج الذكاء الاصطناعي هذه قادرة على إنشاء صورة بناءً على طريقة تفسيرها للنص ، والجمع بين المفاهيم و السمات والأنماط المختلفة. لجعل هذا ممكنًا ، حيث تقوم هذه الأدوات باستخدام كمية هائلة من الصور.
على سبيل المثال ، قالت شركة OpenAI إن DALL-E 2 الخاص بها تم تدريبه على حوالي 650 مليون صورة ، من مزيج من المصادر المتاحة للجمهور . ومع ذلك ، فإن الشركة لم تعلن عن مجموعة البيانات ، مما أدى إلى مخاوف من أن المواد المحمية بحقوق الطبع والنشر يمكن أن تكون ضمن النتائج .
يشير تحليل لبعض البيانات المستخدمة لتدريب اداة تحويل النص إلى صورة ، إلى أن بعض صور التدريب هذه قد تكون محمية بحقوق الطبع والنشر.
من بين 12 مليون صورة تم تحليلها ، تم الحصول على حوالي 47% من 100 مجال فقط ، مع أكبر عدد من الصور (حوالي 8.5%) من موقع Pinterest. ووجد التحليل أيضًا أنه تم تضمين صور لفنانين مشهورين ، إلى جانب صور لمشاهير وشخصيات سياسية.
الاستخدام العادل
صرح خبير قانون الملكية الفكرية برادلي جيه هولبرت مؤخرًا ” أن الصور التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي يمكن أن تسبب مشاكل مختلفة من منظور حقوق النشر. وقال إن العمل الفني الذي يشبه “عملًا محميًا” مثل شخصية أو شعار ديزني يجب أن يكون معدل بالكامل ليتم حمايته قانونًا.
إذا كان جزء من العمل مؤهلاً للاستخدام العادل بموجب دفاع قانوني مثل هذا ، فلن يتم اعتباره انتهاكًا لحقوق الطبع والنشر.
ومع ذلك ، فإن المشكلة المتعلقة بحماية الاستخدام العادل تصبح محيرة عندما يتعلق الأمر بالذكاء الاصطناعي. أشار مقال نشرته The Verge العام الماضي إلى أنه “لا توجد سابقة قانونية مباشرة في الولايات المتحدة تدعم بيانات التدريب المتاحة للجمهور على أنها استخدام عادل”.
“الاستخدام العادل هو أكثر من مجرد تحويل الأعمال المحمية بحقوق الطبع والنشر إلى أعمال جديدة”. “يتعلق الأمر بالحفاظ على قدرتنا على إنشاء الأفكار الجديدة ومشاركتها والبناء عليها. بعبارة أخرى ، يتعلق الأمر بالحفاظ على القدرة على التعلم – سواء كان الكيان الذي يقوم بالتعلم شخصًا أو روبوتًا “.
عدم وجود الملكية أو الدعم القانوني
يشير قرار صادر عن مكتب حقوق الطبع والنشر الأمريكي في فبراير إلى أن الصور التي تم إنشاؤها بواسطة AI لا يمكن أن تكون محمية بحقوق الطبع والنشر على الإطلاق كعنصر من عناصر “التأليف البشري”.
في حين أن العديد من نماذج الذكاء الاصطناعي تدعي أن الأشخاص يمكنهم استخدام الصور التي تم إنشاؤها لأغراضهم الخاصة ، فليس من الواضح دائمًا الطرف الذي يمتلك الصور.
تشير شروط وأحكام نماذج الذكاء الاصطناعي Midjourney إلى أن ملكية الصور تقع على عاتق الشركة ، حتى لو تم استخدام الصور لأغراض تجارية. و تنص على أنه باستخدام خدماتها ، “فإنك توافق بموجب هذا على التنازل عن جميع مطالبات حقوق الملكية الفكرية ، في جميع أنحاء العالم”.
وكما صرح بعض الخبراء أن المخاطر القانونية قد تقع على عاتق المستخدم النهائي إذا دخلت صورته المستخدمة تجاريًا في نزاع بشأن حقوق النشر.
في الختام
مع ظهور اداة جديدة أو فكرة جديدة خاصةً المتعلقة بأداوت الذكاء الاصطناعي نجد الكثير من الخلافات والعديد من الآراء، ولكن تظل المشكلة الكبري هل تعمل هذه الادوات المبنية على الذكاء الاصطناعي على قتل الابداع البشري، وانتهاك حقوق الملكية الفكرية. على الرغم من أني من المؤيدين لأدوات الذكاء الاصطناعي، بما فيها اداوت تحويل النصوص الى صور. ولكن لايُمكن التعديل على عمل فني قائم، لانشاء عمل جديد ثم المطالبة بملكية هذا العمل.
